أي سماء تظلنا ...و أي أرض تُقلنا

مواضيع مفضلة

السبت، 28 سبتمبر 2013

أي سماء تظلنا ...و أي أرض تُقلنا



يروى عن السلطان سليمان القانوني ( 1520-1566) أنه أخبره موظفو القصر ، باستيلاء النمل على جذوع الأشجار في قصر طوب قابي ...
و بعد استشارة أهل الخبرة خلص الأمر إلى دهن جذوعها بالجير...
و لكن لم يكن من عادة السُلطان أن يقدم على أمرِ دون الحصول على فتوى من شيخ الإسلام ...

فذهب إلى *أبي السعود أفندي* بنفسه يطلب منه الفتوى ، فلم يجده في مقامه ، فكتب له رسالة شعرية يقول فيها :
إذا دب النمل على الشجر **** فهل في قتله ضرر ؟
فأجابه الشيخ حال رؤيته الرسالة قائلا :

إذا نُصبَ ميزان العدل **** يأخذ النمل حقه بلا خجل !!

و هكذا كان دأب السلطان سُليمان ، إذ لم يُنفذ أمرا إلا بفتوى من شيخ الاسلام أو من الهيئة العليا للعلماء في الدولة العثمانية .

تُوفي السُلطان في معركة - زيكتور - أثناء سفره الى فيينا.
فعادوا بجثمانه الى إسطنبول ، وأثناء التشييع وجدوا أنه قد أوصى بوضع صندوق معه في القبر ، فتحيّر العلماء و ظنوا أنه مليء بالمال ، فلم يجيزوا إتلافه تحت التُراب ، وقرّروا فتحه..

أخذتهم الدهشة عندما رأوا أن الصّندوق ممتلئ بفتاويهم !!

فراح الشيخ أبو السعود يبكي قائلا :
"لقد أنقذت نفسك يا سليمان ، فأي سماء تظلنا ...و أي أرض تُقلنا إن كنا مخطئين في فتاوينا؟ "

إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف