هي
قصة الفيلسوف الألماني (كانت ) الذي كان كثير الانزعاج من صوت ديك
جاره وكان هذا الديك يصيح ويقطع على الفيلسوف أفكاره فلما ضاق به بعث خادمه
ليشتريه ويذبحه ويطعمه من لحمه ودعا إلى ذلك صديقاً له وقعدا ينتظران
الغداء ويحدثه عن هذا الديك وما كان يلقى منه من إزعاج وما وجد بعده من لذة
وراحة حتى أصبح يفكر في أمان ويشتغل بهدوء فلم يقلقه صوته ولم يزعجه صياحه
ودخل الخادم بالطعام وقال معتذراً... إن الجار أبى أن يبيع ديكه فاشترى غيره من
السوق , فانتبه ( كانت ) فإذا الديك لايزال يصيح !!!! هذا الفيلسوف قد
شقي بهذا الديك لأنه كان يصيح وسعد به وهو لايزال يصيح ما تبدل الواقع ما
تبدلت إلا نفسه فنفسه هي التي أشقته وليس الديك ونفسه هي التي أسعدته وليس
غياب الديك مازالت السعادة في أيدينا لماذا نطلبها من غيرنا ؟؟؟ وما
دامت قريبة منا فلماذا نبعدها عنا ؟؟؟ إننا نريد أن نذبح الديك لنستريح
من صوته ولو ذبحناه لوجدنا مكانه ألف ديك لأن الأرض مملوءة بالديكة
فلماذا لا نرفع الديكة من رؤوسنا إذا لم يمكن أن نرفعها من الأرض ؟؟؟
لماذا لا نسد آذاننا عنها إذا لم نقدر أن نسد أفواهها عنا ؟؟؟؟ لماذا
لا تصرف حسَّك عن كل مكروه ؟؟؟ لماذا لا نقوي نفوسنا حتى نتخذ منها
سوراً دون الآلام ؟؟؟ كلٌّ يبكي ماضيه ويحن إليه فلماذا لا نفكر في
الحاضر قبل أن يصبح ماضياً ؟؟؟..
Post a Comment